Support the largest ever research project (100 Volumes+) on the Seerah of Prophet Muhammad ﷺ.
Your support ensures that his message, mission and teachings reach billions of hearts across the world. Donate Now!

Encyclopedia of Muhammad

العرب العاربة

Published on: 04-Mar-2025

اتفق الرواة وأهل الأخبار أو كادوا يتفقون على تقسيم العرب من حيث القدم إلى طبقات: عرب بائدة وعرب عاربة وعرب مستعربة، أو عرب عاربة وعرب متعربة وعرب مستعربة، أو عرب عاربة ومستعربة وتابعة ومستعجمة، على أن هناك من يجعلهم طبقتين: بائدة وباقية. 1 على كل حال قد اتفقوا على تنويعهم أولًا على نوعين: عاربة ومستعربة. أما العاربة، فهم العرب الخلص. قال في العبر: وهم العرب الأول الذين فهمهم الله اللغة العربية ابتداءً، فتكلموا بها، فقيل لهم: عاربة؛ إما بمعنى الراسخة في العروبية، كما يقال: ليل لائل، وإما بمعنى الفاعلة للعروبية والمبتدعة لها؛ لما كانوا أول من تكلم بها. وقد يقال: العرب العرباء. والمستعربة الداخلون في العروبية بعد العجمة؛ أخذًا من استفعل بمعنى الصيرورة، نحو استنوق الجمل إذا صار في معنى الناقة؛ لما فيه من الخنوثة، واستحجر الطين، إذا صار في معنى الحجر ليبسه. وربما قيل لهم المتعربة، ثم اختلف في العاربة والمستعربة، فذهب ابن إسحاق والطبري إلى أن العاربة هم: عاد وثمود وطسم وجديس وأميم وعبيل والعمالقة وعبد ضخم وجرهم الأولى التي كانت في زمن عاد ومن في معناهم. والمستعربة: بنو قحطان بن عابر بن شالخ بن أد بن سام بن نوح عليه السلام؛ لأن لغة عابر كانت عجمية إما سريانية وإما عبرانية، فتعلم بنو قحطان العربية من العاربة ممن كان في زمنهم، وتعلم بنو إسماعيل العربية من جرهم من بني قحطان حين نزلوا عليه وعلى أمه بمكة. وذهب آخرون، منهم المؤيد صاحب حماه إلى أن بني قحطان هم العاربة، وأن المستعربة هو بنو إسماعيل فقط. والذي رجحه صاحب العبر الأول محتجًا بأنه لم يكن في بني قحطان من زمن نوح عليه السلام إلى عابر من تكلم بالعربية، وإنما تعلموها نقلا عمن كان قبلهم من العرب من عاد وثمود ومعاصريهم. 2 وذهب بعض المؤرخين إلى أن العاربة هم الخلص الذين لم يخالطوا الحاضرة، والمستعربة هم الذين خالطوا الحاضرة. 3

إن العرب العاربة هم الشعب القحطاني الذي يسمى عرب الجنوب؛ إذ كانوا يسكون في بلاد اليمن. 4 وهم العرب المنحدرة من صلب يعرب بن يشجب بن قحطان، وتسمى بالعرب القحطانية. 5 على أن تخصيص العرب العاربة بالقبائل التي يرجع نسبها إلى اليمن، والعرب المستعربة بالقبائل التي يرجعون نسبها إلى عدنان قد وقع من النسابين في أيام الأمويين فما بعد. 6

بنو قحطان

القحطانيون ‌هم ‌اليمنيون ‌أو ‌الجنوبيون. وقد حاول بعض المؤرخين أن يرجع بنسبهم إلى سام بن نوح عليه السلام، ذاكرا أنهم أولاد قحطان بن عامر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام. 7 والشعب القحطاني هم العرب العاربة، موطنهم بلاد اليمن، ومن أشهر قبائلهم جرهم ويعرب، ومن يعرب تشعبت القبائل والبطون من فرعين كبيرين، هما كهلان وحمير. 8 ثم في عهد ملوك الطوائف قبل قرنين من الميلاد ‌هاجر ‌القحطانيون وسكنوا ريف العراق، وتبعهم بعض العدنانيين. 9

نسبهم

بنو قطحان كانوا من نسل سام بن نوح عليه السلاح حيث ولد لسام ابنه أرفخشذ، ومن ولده الأنبياء والرسل وخيار الناس، والعرب كلها. 10 فولد لأرفخشذ قينان بعد أن مضى من عمر أرفخشذ خمس وثلاثون سنة، وكان عمره أربعمائة وثمانيا وثلاثين سنة. ثم ولد لقينان شالخ بعد أن مضى من عمره تسع وثلاثون سنة، ثم ‌ولد ‌لشالخ غابر بعدما مضى من عمره ثلاثون سنة، وكان عمره كله أربعمائة وثلاثا وثلاثين سنة. 11 وفي التوراة: ولعابر ولد ابنان: اسم الواحد فالغ؛ لأن في أيامه قسمت الأرض، واسم أخيه يقطان. 12 وعند المحققين من النسابة أن يقطن (يقطان) هو قحطان عربته العرب هكذا. 13

ثم كان ليقطن (قحطان) ثلاثة عشر ابنًا، أسماؤهم في التوراة: الموداد، وشالف، وحضرموت، ويارح، وهدورام، وأوزال، ودقلة، وعوبال، وأبيمايل، وشبا، وأوفير، وحويلة، ويوباب، جميع هؤلاء بنو يقطان، وكان مسكنهم من ميشا حينما تجيء نحو سفار جبل المشرق. 14 سكن القحطانيون بلاد اليمن منذ قرون، وأقاموا فيها سلطات وإمارات قبلية مستقلة، وأكثر البلاد العربية تنتمي إليهم وخاصة في جنوب جزيرة العرب، حيث سميت بأسمائهم، وإليكم تفصيل ذلك.

الموداد

ورد في سفر التكوين وسفر أخبار الأيام أن الموداد אַלְמוֹדָ֖ד‎ (Almodad) هو ولد يقطان. 15 سمي بالموداد؛ لقياسه الأرض بالخط. 16 والموداد أحد أجداد القبائل المعمورة في جنوب الجزيرة العربية. والموداد أو مودد أو المودد الابن البكر ليقطان، وهو رمز عن شعب من الشعوب اليقطانية. يرى نفر من علماء التوراة أن مواطنه في جنوب جزيرة العرب، قد يكون في جنوب غربي جزيرة العرب. وقد وردت في النصوص العربية وغيرها بعض الكلمات المتقاربة من المودد، حيث نجد في النصوص البابلية موددي ومودادو وموددو وغير ذلك من كلمات، ولفظة مودد في كتابات جبانية، أي: كبانية، في نصوص تدل على تقرب ملوك جبان أو جبن أو كبن من ملوك معين، وإلى سيادة معين على الجبأنيين في ذلك الحين، فورد مودد ملك معين بمعنى المتودد لملك معين، والمحب لملك معين. ويرى كلاسر أن هذه الجملة لا تعني أحباء ملوك معين وأصفياءهم. وإنما تحكي وظيفة لها علاقة بالإله ود مثل كهانة الإله ود وسدانته. وكان مسكن هؤلاء في الزاوية الجنوبية الغربية لجزيرة العرب. كما ورد اسم مودد في الكتابات السبئية. وقد ذكره الهمداني قبل السلف، مما يدل على أنه اسم مكان مجاور للسلف، وأورد بطلميوس في الجغرافية اسم شعب عربي دعاه الميوتي، ويرى فورستر أنه شعب الموداد، الذي نتحدث عنه، ويقع مكان هذا الشعب في جغرافية بطلميوس جنوب الجرعاء، ويتصور أنه على ساحل الخليج العربي عند قطن . 17

سلف/ شالف

كان الابن الثاني ليقطان هو شالف שלף (Sheleph). 18 وشالف اسم سامي، ربم كان معناه حرث الأرض، وهو من الشعب السامي الذي تسلسل من يقطان. 19 وذكر الزبيدي أن السلف بطن من ذي الكلاع، من حمير، وهو السلف بن يقطن. 20 وهذا يدل على أن شالف قد تغير في الأزمان للاحقة بكلمة السلف. وذهب ياقوت الحموي إلى أن السلف هما قبيلتان قديمتان من قبائل اليمن، وسالف هو ‌السلف، وهو الذي نصب دمشق وحضرموت، وقد سمي بالسلف مخلاف باليمن. 21 وذكر الدكتور جواد علي: إن السلف أقرب هذه الأسماء إلى شالف، وخاصةً إذا أخذنا بما قاله النسابون من انتساب هذه القبيلة إلى جد أعلى هو السلف بن يقطن. وذكر نيبور في رحلته اسم موضع في اليمن يقال له سلفية، قد تكون لاسمه علاقة بشالف. وفي منطقة "يريم" ممر يقال له نجد الأسلاف. وقد رأى كلاسر احتمال وجود صلة بينه وبين شالف. 22

حضر موت/ حصار ماوت

جاء في التوراة: أن الابن الثالث ليقطان حضرموت أو حصارموت חֲצִרמָוֶת ((Hazarmaveth. 23 وسميت به بلدة بجنوب الجزيرة العربية أي حضرموت. وما كانت حضرموت بهذا الاسم إلا بعد أن وجد حضرموت بن قحطان الذي إذا هاجم بجيش قوما أكثر القتل فيهم، فصار إذا جاء قالوا: حضر الموت، لذلك أطلق عليه، ثم على بلاد حضرموت هذا الاسم. 24 وقيل: ‌حضرموت ‌بن قحطان نزل هذا المكان فسمي به، فهو اسم موضع واسم قبيلة. وحضرموت: ناحية واسعة في شرقي عدن بقرب البحر، وحولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف، وبها قبر هود عليه السلام، ويقربها بئر برهوت. ولها مدينتان يقال لإحداهما تريم، وللأخرى شبام، وعندها قلاع وقرى. 25 ويذكر ابن خلدون: أما حضرموت فمعدودون في العرب العاربة؛ لقرب أزمانهم، وليسوا من العرب البائدة؛ لأنهم باقون في الأجيال المتأخرة، إلا أن يقال: إن جمهورهم قد ذهب من بعد عصورهم الأولى، واندرجوا في كندة، وصاروا من عدادهم، فهم بهذا الاعتبار قد هلكوا وبادوا. 26

یارح

كان ابن يقطان الرابع يارح יֶרִח (Jerah/ Yerah). 27 ويارح اسم سامي، معناه قمر، وكان يسكن جنوب الجزيرة العربية، وهذا الاسم مشهور حتى الآن في بلاد اليمن. 28 وقد عثر في كتابات تدمر على اسم يارح، وقد ورد اسم علم، كما أنه اسم شهر من الأسماء المعروفة عند الجاهليين، وقد سمي به عدد من الملوك الذين عاشوا قبل الميلاد وبعده. ويرى كلاسر أن الشعب كان يقيم في مهرة أو في جنوب عمان في موضع قد يكون المكان الذي سماه بطلميوس يراخيروم، ويارح هو يرخ وورخ في اللهجات العربية الجنوبية، وتعني شهرا وقمرا، وهناك مواضع متعددة في العربية الجنوبية تسمى بأسماء قريبة من هذه الكلمة، مثل وراخ ويراخ. 29 وقد ذكر الهمداني اسم موضع دعاه وراخ في مخلاف العود. 30 لذلك رأى بعض العلماء وجود صلة بين هذه المواضع. ويارح كما ورد في جغرافية بطلميوس اسم مكان دعاه يراخيروم، وهو جزيرة تقع في البحر الأحمر جنوب جدة. وورد اسم محل آخر سمي يراخيروم. ويقع في مقابل النهر الذي دعاه نهر اللآر، الذي يصب على زعم بطلميوس في الخليج العربي الخليج الفارسي. 31

فيارح وإن ورد هذا الاسم في التوراة، وهي كلمة عبرية تعني هلالا، لكن المناطق والقبائل التي تسمى بهلال وبني هلال تشير إلى أن اسمه الأصلى هلال، ذكر معناه العبراني في التوراة، وذلك دليل على وجود اللغة العربية في ذلك الزمان.

هدورام

ورد في التوراة أن يقطان له ابن باسم هدورام הֲדוֹרָם (Hadoram). 32 وكذا ورد في سفر أخبار الأيام الأول أيضًا. 33 وإليه تنسب إحدى القبائل التي سكنت في شبه الجزيرة العربية. 34 وقد روي أن هدورام هو جرهم، ذكره ابن سعد هذرم بن عامر. 35 وذكر الطبري أن جرهم اسمه هذرم بن عابر بن سبأ بن يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح. 36 لكن هذا النسب نفسه ورد في التوراة بزيادة عابر بين هذرم -وهو هدورام- وبين يقطن، وهو خطأ يرد كثيرا في الأنساب المنقولة من التوراة إلى الكتب العربية، ومورد الطبري هو ابن الكلبي، ومورد ابن الكلبي هو أهل الكتاب، شأنه في ذلك شأن كل الأنساب، حيث أخذها من أهل الكتاب. 37

أما هدورام فيرى ملر وكلاسر احتمال أنه دورم، وهو موضع على مقربة من صنعاء، ويؤيدان رأيهما هذا بما ورد في المؤلفات العربية من أن اسم صنعاء القديم هو أزال، وأزال هو شقيق هدورام، وقد ذكر بعده في ترتيب أسماء أولاد يقطان. وقد ذكرت الكتب العربية اسم موضعين يقال لهما الهدار، قال الهمداني عن أحدهما: إنه حصون ونخول وقصور عادية. وقال عن الثاني: إنه هدار بني الحريض. وذكر أن فيه القطنية، وهذا الموضع الأخير قريب من هدورام، وللفظة القطنية أهمية كبيرة لقربها من لفظة يقطان. 38 فنحن وإن لم نعثر على أحواله التفصيلية والأدلة القطعية إلا أن أسماء هذه المناطق والقبائل المتقاربة من هدورام وعلى مقربة منها آثار إخوته الآخرين، كل ذلك يدل على أن ولد هدورام كانوا سكان هذه المنطقة.

أزال

كان الابن السادس ليقطان هو أزال אוּזָל (Uzal). 39 ومعناه التشرد والترحل والتجول. 40 وبتغيير يسير في بناء صيغته تدل على معنى اللف وغزل الصوف. 41 وما زال شراح الأسفار يتحيرون في تشخيصه. وقد ذكر أهل الأخبار أن صنعاء عاصمة اليمن، كانت تعرف في الجاهلية بـأزال. 42 روي عن وهب بن منبه أنه وجد في الكتب القديمة المنزلة التي قرأها: أزال أزال، كل عليك، وأنا ‌أتحنن ‌عليك. 43 ولم يرد في النصوص الجاهلية ما يفيد أن صنعاء تعرف بـأزال، بل هناك نص من أيام الملك يشرح يحضب ملك سبأ وذي ريدان، ويعود إلى نهاية القرن الثاني وبداية القرن الأول لما قبل الميلاد، أي: القرن المتصل بالقرن الأول للميلاد، ورد فيه صنعو وهو صنعاء. ويرى كلاسر أن اسم أزال إنما وضع لـصنعاء بعد دخول اليهودية إلى اليمن وانتشارها هناك. 44 وقيل: إن الحبشة لما دخلتها فرأتها مبنية بالحجارة، قالوا: صنعة صنعة. وتفسيره بلسانهم: حصينة، فسميت بذلك. 45 وهناك مواضع أخرى عرفت بـأزال، منها موضع يعرف بيأزل عند جبل حضور، وموضع آخر في الحجاز، غير أنه من غير الممكن في الزمان الحاضر البت في أي مكان من هذه الأمكنة، بأنه هو أزال التوراة. 46

دقلة

ورد في التوراة: ابن يقطان السادس هو دقلة. 47 دقلة اسم سامي، وربما كان معناه شجرة النخيل، قارنه مع الاسم العربي دَقَل، أي نوع من نخيل البلح من مرتبة دنيا، وكان اسما لقوم من نسل يقطان، وكان سكن هؤلاء على الأغلب في الجزيرة العربية. 48 لكن لم يتمكن علماء التوراة من البت في موضع دقلة أيضًا. ويرى بعض المستشرقين أن هذا الاسم يشير إلى مكان يجب أن يكون كثير التمر. وقد رأى هومل أنه موضع حدّ دقل. 49 وذكر ياقوت الحموي أن دقلة اسم موضع فيه نخل لبني غبر باليمامة. 50 ولكن الباحثين في هذا الموضوع لم يقطعوا برأي فيه. 51

بنو يقطان الآخرون

إن أبناء يقطان الآخرين كما وردت أسماؤهم في التوراة هم عوبال، وأبيمايل، وشبا، وأوفير، وحويلة، ويوباب، جميع هؤلاء كانوا بني يقطان. 52 ولا نجد تفصيلًا يبحث عن مساكنهم ومستوطناتهم وعصورهم وأبنائهم، إلا أن بعض المناطق في اليمن تشير أسماؤها إلى أنهم كانوا سكان اليمن.

رأى بعض الباحثين أن عوبال شعب عبيل. ورأى آخرون أنهم عيبال في تهامة الحجاز، أو عبال أو عبيل، وهما موضعان في اليمن. ورأى فورستر احتمال وجود صلة بين عوبال وأبالي، وهو اسم شعب عربي ذكره بلينيوس. وقد ذكره بعض الكتبة الكلاسيكيين. وذهب كلاسر إلى احتمال كون وادي أتمة، هو موضع شعب أبيمائيل غير أن ذلك مجرد ظن، ليس غير. 53

العاشر من ولد يقطان هو شبا. 54 وقد وردت بعض أخباره في الأسفار، كما ذكرت قصة ملك شبا وزيارته لسليمان، فسبأ هنا شعب من شعوب اليقطانيين. ولكننا نرى التوراة تجعل شبا في موضع آخر ابنا ليقشان، ويقشان هو ابن إبراهيم من زوجته قطورة، وهو شقيق إسماعيل من أبيه. فسبأ هنا من نسل شعب آخر يختلف عن سبأ اليقطانيين. ونراها تذكر سبأ بالسين المهملة في جملة أبناء كوش، والمعروف أن المراد من كوش عند العبرانيين الحاميون، أي الشعوب الإفريقية، فيكون سبأ هنا اسم شعب من الشعوب الإفريقية، ومعنى هذا التعدد في النسب انتشار السبئيين وسكناهم في مواضع متعددة، وهذا ما حمل كتبة التوراة على إدخال نسب السبئيين الساكنين في إفريقيا في نسب الكوشيين، وإدخال السبئيين الساكنين عند ددان في نسل رعمة. 55

ورد في التوراة اسم أوفير بعد شبا، وهو الابن الحادي عشر ليقطان. 56 وهو كناية عن أرض اشتهرت عند العبرانيين بكثرة ذهبها، وبوجود الفضة وخشب الصندل وبعض الأحجار الكريمة فيها. وقد اختلف في تعيين مكانها، فذهب كثير من علماء التوراة إلى أنها في جزيرة العرب، ولكنهم اختلفوا في تعيين المكان. فذهب بعضهم إلى أنها في اليمن. وذهب آخرون إلى أنها في عسير. وآخرون إلى أنها في اليمامة أو موضع العويفرة الذي لا يبعد كثيرا عن حافات جبل طويق. ومنهم من رأى أنه مهد الذهب في الحجاز، وهو موضع عرف باستخراج الذهب منه قبل الإسلام بزمن طويل، وقد نقبت فيه شركة تعدين حديثة، أغلقت أبوابها من عهد ليس ببعيد، كما ذكرت ذلك في كلامي على معادن جزيرة العرب، غير أن هنالك جماعة من الباحثين في التوراة ترى أن الوصف الوارد في التوراة لأرض أوفير يجعلها أرضا في الهند؛ وذلك لأن الحاصلات المذكورة فيها هي حاصلات هندية، ومن الصعب تصور وجودها في بلاد العرب في ذلك الزمان، وذهب فريق آخر إلى أنها في إفريقيا. 57

حويلة هو الابن الثاني عشر من أبناء يقطان. 58 وقد ذكرته التوراة في موضع آخر من جملة أبناء كوش مع سبأ، مما يدل على توطن قبيلة أخرى تسمى بهذا الاسم في إفريقيا، لعلها فرع من فروع حويلة، بلاد العرب. وقد ذهب بعض العلماء إلى أن حويلة بلاد العرب، هي في بادية الشام، أو على مقربة من خليج العقبة. وذهب آخرون إلى أنها في أواسط جزيرة العرب، أو في منطقة جبل شمر. ورأى كلاسر أنها في اليمامة، وقد ذكر الهمداني جماعة دعاهم الحوليين، يظهر أنهم سكان موضع حوالة. وهناك بطن من بطون اليمن يقال له بنو حوالة، كما ورد في اسم حويل. 59

ورد في سفر التكوين ذكر أربعة أنهار، ونصه:

וְנָהָר יֹצֵא מֵעֵדֶן לְהַשְׁקוֹת אֶת-הַגָּן וּמִשָּׁם, יִפָּרֵד וְהָיָה לְאַרְבָּעָה רָאשִׁים.שֵׁם הָאֶחָד פִּישׁוֹן--הוּא הַסֹּבֵב אֵת כָּל-אֶרֶץ הַחֲוִילָה אֲשֶׁר-שָׁם הַזָּהָב. וּזְהַב הָאָרֶץ הַהִוא טוֹב שָׁם הַבְּדֹלַח וְאֶבֶן הַשֹּׁהַם. וְשֵׁם-הַנָּהָר הַשֵּׁנִי גִּיחוֹן--הוּא הַסּוֹבֵב אֵת כָּל-אֶרֶץ כּוּשׁ. וְשֵׁם הַנָּהָר הַשְּׁלִישִׁי חִדֶּקֶל הוּא הַהֹלֵךְ קִדְמַת אַשּׁוּר; וְהַנָּהָר הָרְבִיעִי, הוּא פְרָת. 60

"وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة، ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس، اسم الواحد فيشون، وهو المحيط بجميع أرض الحويلة حيث الذهب، وذهب تلك الأرض جيد، وهناك المقل وحجر الجزع، واسم النهر الثاني جيحون، وهو المحيط بجميع أرض كوش، واسم النهر الثالث حدّاقل، وهو الجاري شرقي أشور، والنهر الرابع الفرات". 61

وآخر أبناء يقطان هو يوباب. 62 يرى كلاسر أنه اسم قبيلة يهيبب الذي ورد في النصوص السبئية. وذهب بعض آخر إلى أنه اسم شعب وبار، وأنه تصحيف لاسم يوباريتل، الوارد في جغرافية بطلميوس. 63

كان هؤلاء أبناء قحطان، الذين كثروا وانتشروا في شبه الجزيرة العربية، وأطلق عليهم النسابون العرب العاربة، واشتهر من بينهم يعرب وجرهم، وهم جيل واحد عند البعض، وسكنت شعوبهم وقبائلهم في شتى المناطق، وأقاموا بها رئاستهم وسيادتهم، ولكن من الصعب أن يعثر المؤرخون على تاريخهم الصحيح، لقدمهم، ونذكر بعض شعوبهم فيما يلي:

جرهم الأولى

كانت جرهم صنفان، جرهم الأولى: وكانوا على عهد عاد، فبادوا ودرست أخبارهم وهم من العرب البائدة. وأما جرهم الثانية: فهم من ولد جرهم بن قحطان، وكان جرهم أخا يعرب بن قحطان، فملك يعرب اليمن وملك أخوه جرهم الحجاز، ثم ملك بعد جرهم ابنه عبد ياليل بن جرهم، ثم ابنه جرشم بن عبد ياليل، ثم ابنه عبد المدان بن جرشم، ثم ابنه ثقيلة بن عبد المدان، ثم ابنه عبد المسيح بن ثقيلة، ثم ابنه مضاض بن عبد المسيح، ثم ابنه عمرو بن مضاض، ثم أخوه الحارث بن مضاض، ثم ابنه عمرو بن الحارث، ثم أخوه بشر بن الحارث، ثم مضاض بن عمرو بن مضاض. وجرهم المذكورون هم الذين اتصل بهم إسماعيل، وتزوج منهم. 64

جرهم الأولى كانوا في عصر عاد من الأمم السامية، وكان لسانه لسان العرب الأول، فلما خرجوا من السفينة تزوج إرم بن سام بعض بناته، وفيهم سار اللسان العربي في ولده. 65 ذكر صاحب العبر أن عادا من أول العرب وجودا. 66

جرهم الثانية

جرهم الثانية من أشهر وأهم العرب الذين ينتمون إلى الجيل القحطاني اليمني، وفي الأغلب يراد بهم جرهم الثانية عندما يذكر في كتب التاريخ بما أن الأولى ليس لهم ذكر في التاريخ إلا قليلًا، وقد نص الطبري على أن اسم جرهم هو هذرم؛ فإن هذرم هو هدورام في التوراة، وهو من ولد يقطان، أي: قحطان، وبذلك تكون جرهم من القبائل القحطانية. 67 وهدورام هو هذرم بن عامر. 68 ويصل نسبه إلى سام بن نوح عليه السلام. قال ابن إسحاق: جرهم بن يقطن بن عيبر بن شالخ. 69 ويؤيده ما ذكره ابن هشام من أن بني جرهم ملكت عليهم مضاض بن عمرو بن سعد بن الرقيب بن هي بن نبت بن جرهم بن قحطان. 70 فقبيلة جرهم من ولد جرهم بن يقطان لا جرهم بن عامر بن سبأ بن يقطن.

أما منازلهم فکانت أولا الیمن، ثم انتقلوا إلى الحجاز. 71 وفيهم تزوج إسماعيل عليه السلام ومنهم تعلم العربية وهو ابن أربع عشرة سنة. 72

ديانتهم

كانت جرهم في الفترة الأولى على الشرك والوثنية، ولما انتقلوا من اليمن إلى الحجاز وأقاموا بها، أرسل الله إليهم أي: إلى العماليق وقبائل اليمن إسماعيل عليه السلام، فنهاهم عن عبادة الأوثان، فآمنت طائفة منهم وكفر أكثرهم. 73 فكانوا يرتكبون الفواحش والكبائر فأنزل الله عليهم بأسًا لم يترك لهم أثرًا. ٭

ملوكهم

بعد أن هاجرت جرهم من اليمن إلى الحجاز ملّكت بنو جرهم عليهم مضاض بن عمرو. وهو مضاض بن عمرو بن سعد بن الرقیب بن هي بن نبت بن جرهم بن قحطان. 74 أما ملوكهم بعد مضاض فذكر اليعقوبي: ملك بعده الحارث بن مضاض، ثم ملك عمرو بن الحارث بن مضاض، ثم ملك المعتسم بن الظليم، ثم ملك الحواس، ثم حجش بن مضاض، ثم ملك عداد بن صداد بن جندل بن مضاض، ثم ملك فسحض بن عداد بن صداد، ثم ملك الحارث بن عمرو بن مضاض، وكان آخر من ملك من جرهم. 75 كان ملكهم إلى مدة مديدة.

تاريخهم

كانت بنو جرهم في الأصل من اليمن، لكنهم استقروا في مكة، وذلك عندما هاجر إليها إبراهيم وإسماعيل وهاجر عليهم السلام فكانت صحراء قفراء، لا نبات فيها ولا ماء، وليس بها بشر ولا شجر، فترك إبراهيم عليه السلام ابنه وأمه بها، فكانت هاجر عليها السلام تبحث عن الماء حتى ظهر بأمر الله في موضع زمزم فجعلت تحوضه بيدها. روي عن ابن عباس رضي الله عنهما: كانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم -أو أهل بيت من جرهم- مقبلين من طريق كذا، فنزلوا في أسفل مكة، فرأوا طائرا عائفا، فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على ماء، لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء، فأرسلوا جريا أو جريين فإذا هم بالماء، فرجعوا فأخبروهم بالماء فأقبلوا-قال: وأم إسماعيل عند الماء- فقالوا: أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ قالت: نعم، ولكن لا حق لكم في الماء. قالوا: نعم. 76 فسكنوا مكة وكثروا وملكوا مكة إلى عدة قرون، ثم خلف من بعدهم خلف عصوا الله وعتوا عتوًا كبيرًا، فأنزل الله عليهم بأسا شديدا حتى انتهت سلطتهم وزال ملكهم.

هتك حرمة بيت الله

لما طالت ولاية جرهم استحلوا من الحرم أمورًا عظامًا، ونالوا ما لم يكونوا ينالون، واستخفوا بحرمة الحرم، وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى إليها سرا وعلانية، وكلما عدا سفيه منهم على منكر وجد من أشرافهم من يمنعه ويدفع عنه، وظلموا من دخلها من غير أهلها، حتى دخل رجل منهم بامرأته الكعبة، يقال: فجر بها أو قبّلها، فمسخا حجرين، فرق أمرهم فيها، وضعفوا وتنازعوا أمرهم بينهم واختلفوا، وكانوا قبل ذلك من أعز حي في العرب، وأكثرهم رجالا وأموالا وسلاحا، وأعز عزةً. فلما رأى ذلك مضاض بن عمرو بن الحارث بن مضاض بن عمرو، قام فيهم خطيبًا، فوعظهم وقال: يا قوم، أبقوا على أنفسكم، وراقبوا الله في حرمه وأمنه، فقد رأيتم وسمعتم من هلك من صدر هذه الأمم قبلكم قوم هود وقوم صالح وشعيب. فلا تفعلوا، وتواصلوا وتواصوا بالمعروف، وانتهوا عن المنكر، ولا تستخفوا بحرم الله تعالى وبيته الحرام، ولا يغرنكم ما أنتم فيه من الأمن والقوة فيه، وإياكم والإلحاد فيه بالظلم، فإنه بوار. وأيم الله، لقد علمتم أنه ما سكنه أحد قط فظلم فيه وألحد إلا قطع الله عز وجل دابرهم، واستأصل شأفتهم، وبدل أرضها غيرهم، فاحذروا البغي؛ فإنه لا بقاء لأهله، قد رأيتم وسمعتم من سكنه قبلكم من طسم وجديس والعماليق ممن كانوا أطول منكم أعمارا، وأشد قوة، وأكثر رجالا وأموالا وأولادا، فلما استخفوا بحرم الله، وألحدوا فيه بالظلم أخرجهم الله منها بأنواع شتى، فمنهم من أخرج بالذر، ومنهم من أخرج بالجدب، ومنهم من أخرج بالسيف، وقد سكنتم مساكنهم، وورثتم الأرض من بعدهم، فوقروا حرم الله، وعظموا بيته الحرام، وتنزهوا عنه وعما فيه، ولا تظلموا من دخله وجاء معظما لحرماته، وآخر جاء بايعا لسلعته أو مرتغبا في جواركم؛ فإنكم إن فعلتم ذلك تخوفت أن تخرجوا من حرم الله خروج ذل وصغار، حتى لا يقدر أحد منكم أن يصل إلى الحرم ولا إلى زيارة البيت الذي هو لكم حرز وأمن، والطير والوحوش تأمن فيه. فقال له قائل منهم يرد عليه يقال له مجذع: من الذي يخرجنا منه؟ ألسنا أعز العرب، وأكثرهم رجالا وسلاحا؟ فقال له مضاض بن عمرو: إذا جاء الأمر بطل ما تقولون. فلم يقصروا عن شيء مما كانوا يصنعون، فلما رأى مضاض بن عمرو بن الحارث بن مضاض ما تعمل جرهم في الحرم، وما تسرق من مال الكعبة سرا وعلانية عمد إلى غزالين كانا في الكعبة من ذهب، وأسياف قلعية، فدفنها في موضع بئر زمزم، وكان ماء زمزم قد نضب، وذهب لما أحدثت جرهم في الحرم ما أحدثت، حتى غبي مكان البئر ودرس. 77 يقول ابن كثير: ثم بغت جرهم بمكة وأكثر فيها الفساد، وألحدوا بالمسجد الحرام حتى ذكر أن رجل منهم يقال له إساف بن بغي، وامرأة يقال لها نائلة بنت وائل، اجتمعا في الكعبة، فكان منه إليها الفاحشة، مسخهما الله حجرين. 78 وقيل: إن إسافا كان رجلا من جرهم، يقال له إساف بن يعلى، ونائلة امرأة من جرهم يقال لها نائلة بنت زيد، وكان إساف يتعشقها في أرض اليمن، فأقبلا حجاجا، فدخلا الكعبة، فوجدا غفلة من الناس وخلوة في البيت، ففجر بها في الكعبة، فمسخا حجرين، فأصبحوا فوجدوهما ممسوخين، فوضعوهما موضعهما. 79 فلما أحدثت ما أحدثت من هتك قداسة بيت الله وارتكاب الفاحشة في البقعة المباركة أنظرهم الله إلى مدة، ثم قضى عليهم ببأس شديد فهلكوا وفنوا من الدنيا.

سبأ

سبأ كانت أمة من العرب العاربة، وهم من ولد سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان. وكان لسبأ ابنان كهلان وحمير، ونسبت إليهما أشهر القبائل العربية، وتفصيل ذلك فيما يلي:

أشهر القبائل الحميرية

  1. بنو قضاعة
  2. بنو سكسك
  3. زيد الجمهور وغيرهم.

(1) بنو قضاعة

من أشهر القبائل الحميرية التي كانت من ولد مالك بن حمير قضاعة، ولكن اختلف في كونها حميرية أم لا؟ على كل حال غادروا اليمن وسكنوا بادية السماوة في ثغور العراق، وكانت من شعوبهم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كلب وعذرة وجهينة.

(2) بنو سكسك

سمي أبناء السكسك بن وائل سكاسك. كانوا من ملوك اليمن وأحفاد سبأ. يقول ابن هشام ضمن كلمة: وكان غزاها قبله ثلاثة من الملوك على البر من جبال حران وأرض التبت حتى وصلوا إليها، وهم: عبد شمس ابن سبأ، وبعد ابنه وائل بن حمير، وبعد ابنه السكسك بن وائل. 80 وكان يلقب بمقعقع الحمد. 81 وانحدرت منه شعوب وقبائل اشتهرت ببني السكسك.

(3) بنو زيد الجمهور

هذا هو الشعب الثالث لبني حمير، وزيد الجمهور هو ابن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جاشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن غريب بن زهير بن الغوث بن أبين بن الحميسة بن هامي. 82 وانشعبت من بنيه شعوب وفروع انتشرت في الجزيرة العربية.

أشهر القبائل الكهلانية

أشهر الشعوب والقبائل الكهلانية هي:

  1. طيء
  2. لخم
  3. جذام
  4. خزاعة
  5. كندة
  6. أزد
  7. أوس وخزرج
  8. جفنة
  9. همدان
  10. خزاعة
  11. أنمار وآخرون.

(1) طيء

كانت طيء قبيلة عظيمة كهلانية من القحطانيين، تنتمي إلى طيء بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان. 83 ومنها كان حاتم الطائي الجواد الكريم، أسلم ابنه عدي بن حاتم رضي الله عنه، يقول ابن الأثير: الطائي هذه النسبة إلى طيء، واسمه جلهمة بن أدد بن زيد بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سبأ. 84

أما منازلهم فكانت باليمن، ثم خرجوا منه على أثر خروج الأزد منه، ونزلوا سميراء وفيد فى جوار بني أسد، ثم غلبوهم على أجا وسلمى، وهما جبلان من بلادهم فاستقروا بهما. 85 وبما أنهم استقروا بهما استقرار الدوام اشتهرا بجبلي الطيء. وتتفرع من بني طيء بطون وأفخاذ عديدة، منها: بنو جديلة، وهي أمهم، وهم جندب، وحور يعرفون بأمهم، وبنو رومان، وبنو جدعاء بن رومان، والثعالب، وبنو قسيم الذين يقال لهم: مصابيح الظلام، وبنو علوة، وبنو زنمة بن عمرو، وبنو لام بن عمرو بن ظريف، وبنو اشنع بن عمرو، وبنو مصاد، وبنو حجية، وبنو قرواش، وثعلب، وسلامان، وجزول، وبنو بختر، وبنو عنين، وبنو عتود، وبنو فرير، وبنو سلسلة، وبنو دغش، وبنو هذمة بن عناب، وبنو شمر الذين ذكرهم امرؤ القيس، وبنو سنبس، وبنو شمجى، وبنو نبهان بن عمرو، وبنو نابل، وبنو المشر، وبنو الصامت، وبنو بولان، وبنو صيفي. 86

(2) لخم وجذام

لخم وجذام من أشهر القبائل الكهلانية، وكان في اللخميين نصر بن ربيعة أبو الملوك المناذرة بالحيرة. 87 كانوا ولد لخم بن عدي وجزام بن عدي، فمن لخم: حدس بن لخم، وهم قبائل كثيرة. ومن لخم: غنم بن لخم، وهم قبائل كثيرة. وقيل: إنهم من مضر. ومن لخم: بنو الدار بن هانيء، وهم الداريون، كان منهم تميم الدارى. ومن جذام: حرام بن جذام، وحشم بن جذام. فولد حرام غطفان بن حرام، ومالك بن حرام. فمن غطفان: نضلة، وبنو الأحنف، وبنو الضبيب، وبنو هدالة، وبنو نفاثة، وبنو ضليع، وبنو عائذة، وبنو شبرة، وبنو عبد الله، وبنو الخضراء، وبنو سليم، وبنو بجالة، وبنو غنم، وبنو فاكه. ويزعم قوم أن غطفان بن حرام من قيس عيلان، وقعوا إلى اليمن. وولد مالك بن حرام بن جذام سعد بن مالك، ووائل بن مالك. وبنو سعد بن مالك بطون كثيرة، منهم: بنو عوف، وبنو عائذة، وبنو فهيرة، وبنو صبحة، وبنو الأخنس، وبنو حي وغيرهم. وبنو وائل بن مالك بطون كثيرة. 88

(3)كندة

قبيلة عظيمة تنتسب إلى كندة، واسمه ثور بن عفير ابن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان. وسمي كندة؛ لأنه كند أباه أي كفر نعمته. وكانت بلاد كندة بجبال اليمن مما يلي حضرموت، وكان لهم ملك باليمن والحجاز. 89 يعبدون صنمًا بحضرموت يدعى الجلسد، وكانت سندته بني شكامة بن شبيب بن السكون بن أشرس بن ثور، ثم الى أهل بيت منهم، يقال لهم: بنو علاق. وانتشرت اليهودية فيهم. 90 ثم نزلوا بالبحرين، ثم اضطروا إلى مغادرتها فنزلوا بحضرموت، ولاقوا هناك ما لاقوا بالبحرين، ثم نزلوا نجد، وكونوا هناك حكومةً كبيرة الشأن؛ ولكنها سرعان ما فنيت وذهبت آثارها. 91

(4) أزد

من أعظم قبائل العرب وأشهرها، تنتسب إلى الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن كهلان، من القحطانية. تنقسم الى أربعة أقسام: أزد شنوءة، وأزد غسان، وأزد السراة، وأزد عمان. كانت مواطنهم بمأرب، وبارق، والحال، وبيش، وأبيدة، ومرأة، والقفس، وريسوت، وتثنيث، وتؤام، والعداف، وبحري منفلوط، والحرف. 92

أزد شنوءة (بنو نصر بن أزد)

قبيلة كبيرة مسماة بأزد شنوءة، تنتمي إلى كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، كانت منازلهم بالسراة. 93 واشتهر منهم بنو دوس، ومنهم كان طفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه. 94 كانت مساكنهم بتثنيث، موضع بالسراة. 95 ولكن كانوا منتشرين في مناطق آخرى، فكان منهم بعمان مثل أزد عمان، وغيرهم من تشتت في اليمن وحضرموت وبقاع أخر. 96

بنو مازن بن أزد

بنو مازن بطن من الأزد، من القحطانية، كان ملكهم عمران بن عمرو مزيقيا بن عامر بن ماء السماء. كانوا ينتقلون في اليمن من مكان إلى مكان، ثم هاجروا إلى شمالي الجزيرة العربية، وتشتتوا في القبائل المتعددة، منها: بنو ثعلبة بن عمرو مزيقيا، وأوس وخزرج، وبنو كندة، وبنو جفنة بن عمرو مزيقيا. 97 وهم الذين ملكوا الشام، يقال لهم: ملوك غسان. 98

الأوس والخزرج

الأوس بطن عظيم من الأزد، من القحطانية، وهم: بنو ‌الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، وهم أهل عز ومنعة. 99 وأما الخزرج فهو بطن من بني النبيت، من الأوس، من الأزد، من القحطانية، وهم: بنو الخزرج بن حارثة بن ثعلبة البهلول ابن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق ابن ثعلبة العنقاء بن مازن بن الأزد، كانوا يقطنون المدينة مع الأوس. 100 وكانا ابنا قيلة، نسبا إلى أمهما، وهما الأنصار. 101 والأوس في اللغة الذئب والعطية، والخزرج الريح الباردة، وقيل: الأوس العطية خاصة. 102 وقيل: الخزرج يقال لرجل اللهو واللعب. 103 في معناها عموم لا خصوص.

نسبهما

ينتمون عند أكثر المؤرخين إلى كهلان. يقول ابن هشام: الأنصار بنو الأوس والخزرج، ابني حارثة بن ثعلبة. 104 وهما ابنا قيلة؛ نسبا إلى أمهما. 105 ولكن مع ذكر بعض المؤرخين أنهم كانوا ولد إسماعيل عليه السلام؛ بناءً على أن العرب كلهم من ولده. ٭

كان للخزرج بن حارثة خمسة نفر: جشم بن الخزرج، وعوف بن الخزرج، وهما الخرطومان، والحارث بن الخزرج، وعمرو بن الخزرج، وكعب بن الخزرج.

أما جشم بن الخزرج فمنهم بنو تزيد. ومن بنى تزيد بن جشم بنو سلمة وبطونها. ومن بني جشم بنو بياضة.

وأما عوف بن الخزرج فمنهم بنو حبلى -رهط عبد الله بن أبي ابن سلول-، ومنهم القواقل، كان

يقال في الجاهلية للرجل إذا استجار بيثرب، قيل له: قوقل ثم قد أمنت. ومنهم: بنو سالم.

وأما عمرو بن الخزرج فمنهم النجار، واسم النجار تيم اللات ابن ثعلبة. سمي بذلك؛ لأنه نجر وجه رجل بقدوم، ويقال: لأنه اختتن بقدوم.

وأما كعب بن الخزرج فمنهم بطون ساعدة، رهط سعد بن عبادة. وأما الأوس فكان ولده مالك بن الأوس، فمن مالك تفرقت قبائل الأوس وبطونها كلها.

وكان من ولد مالك بن الأوس عمرو بن مالك، ومنهم عبد الأشهل، وبنو ظفر، واسم ظفر كعب بن الخزرج، وهؤلاء خزرج في الأوس، وبنو حارثة بن الحارث بن الخزرج، فهذه النبيت من الأوس. وعوف بن مالك، ومنهم بنو عمرو بن عوف، أهل قباء. ومنهم جحجبى. ومرة بن مالك وهم الجعادرة، ويقال لهم: أوس الله. وسالم بن مالك، وهم بنو واقف. والسلم بن مالك، وهم رهط سعد بن خيثمة. وعبد الله بن مالك، وهم بنو خطمة. 106

تاريخهما

كانت مدينة يثرب للعرب، فخرج إليها قوم من بني إسرائيل في زمن موسى بن عمران عليه السلام ففتحوها من العرب العاربة، وقتلوا ملكا لهم يسمى الأرقم، وأقاموا فيها ما شاء الله تعالى. 107 حتى حدثت وقعة سيل العرم، فمن الرؤساء الذين هاجروا من اليمن إلى يثرب عمرو بن عامر مزيقياء من الأزد، هاجر مع ابنه حارثة وابنيه الأوس والخزرج إليها. ولما قدمت الأوس والخزرج المدينة تفرقوا في عاليتها وسافلتها، ومنهم من نزل مع قوم من بني إسرائيل في قراهم، ومنهم من نزل وحده لا مع بني إسرائيل ولا مع العرب الذين كانوا قد تألفوا إلى بني إسرائيل، وكانت الثروة في بني إسرائيل، كانوا نيفا على عشرين قبيلة، ولهم قرى أعدوا بها الآطام، فنزلت الأوس والخزرج بينهم وحواليهم. 108 وقيل: لما نزل الأوس والخزرج يثرب على الإسرائيليين، وكان لهم ملك يقال له القطيعون فقتلوه، وكان قاتله سيد الحيين أعني الأوس والخزرج، واسمه مالك بن العجلان، وهو ابن عم سالم بن عوف الخزرجي. فلما قتل الملك وقعت الصيحة باليهود فقتلوهم أبرح القتل، وأبقوا منهم بعض القوم لعمارة الأراضي. 109 فكان ممن بقي بالمدينة من اليهود بنو قريظة، وبنو النضير، وبنو محمحم، وبنو زعوراء، وبنو قينقاع، وبنو حجر، وبنو ثعلبة، وأهل زهرة، وأهل زبالة، وأهل يثرب، وبنو القصيص، وبنو ناغصة، وبنو ماسكة، وبنو القمعة، وبنو زيد اللات، وهم رهط عبد الله، وبنو عكوة، وبنو مرانة. 110 وكان الملك بيثرب للأوس والخزرج حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم فهداهم الله تعالى لطاعته، ولم يسلم قبلهم بطن من العرب، فصارت تلك الفضيلة لهم من أحسن الفضائل والمآثر. 111

الحرب بين الأوس والخزرج

كانت كل من القبيلتين، الأوس والخزرج، تتحالف مع بعض القبائل العربية الأخرى، من خارج المدينة، أو حتى مع قبيلة أو أخرى من قبائل اليهود في المدينة، إذ كان التناقض والتنافس فيما بين هذه القبائل لا يقل عما كان من تنافس وتنازع فيما بين الأوس والخزرج، وكل قبيلة ترمي من وراء عقد المحالفات إلى تقوية نفسها، وضمان النصر على منافستها. وقد حالفت الخزرج بني قينقاع، بينما تحالفت الأوس مع بني قريظة. وأشهر الحروب التي وقعت بين الطرفين هي المعروفة بيوم سمير ويوم السرارة ويوم حاطب ويوم بعاث، وكان النصر فيها سجالا بين الأوس والخزرج. 112 ومن أشهرها يوم بعاث، وبعاث مكان قريب من المدينة على ليلتين منها عند بني قريظة، ويقال: إنه حصن للأوس كان به القتال قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بخمس سنين بين الأوس والخزرج. 113 آنذاك طلعت شمس النبوة على يثرب، واتفق كل من الأوس والخزرج على إطاعته صلى الله عليه وسلم والخضوع لسيادته، وانتهت البغضاء والشحناء بين قلوبهم فأصبحوا إخوانا.

ديانتهم

كان الأوس والخزرج قبل مجيء الإسلام على دين الوثنية، يعبدون الأصنام والأوثان، وأشهرها وأعظمها في زعمهم مناة، وهي المعروفة عند العرب جميعًا، وثالثة الثلاثة عند أهل مكة، وكانت القبائل العربية كلها تعظمها، وفي جملتها قريش وهذيل وخزاعة وأزد شنوءة وغيرهم من الأزد. وقيل: ثقيف أيضًا. وكانت خزاعة والأوس والخزرج يعظمونها، ويهلون منها للحج إلى الكعبة. فمناة إذن من الأصنام المعظمة المقدسة عند الخزرج، وكانوا يحلفون بها ويقفون عندها. 114 بل كان الأوس والخزرج أشد الناس إعظامًا له. 115

وأما موضع صنم مناة فهو كائن بين مكة والمدينة، كانت صنما لخزاعة وهذيل. سميت بذلك؛ لأن دم الذبائح كان يمني عليها أي يراق. وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما: كانت ‌مناة على ساحل البحر تعبد. 116 وقيل: كانت بموضع المشلل بقديد على ساحل البحر. قال الحازمي: هي على سبعة أميال من المدينة، وإليه نسبوا زيد مناة، والمشلل -بضم الميم وفتح الشين المعجمة ولامين الأولى مفتوحة- الجبل الذي يهبط منه إلى قديد من ناحية البحر. 117 وقيل أيضًا: إنه بموضع ودان، أو في موضع قريب منه. وذكر اليعقوبي أن مناة كان صنمًا منصوبا بفدك مما يلي ساحل البحر. والرأي الغالب بين أهل الأخبار أنه كان على ساحل البحر من ناحية المشل بقديد. 118

قبل أن جاء الإسلام إلى المدينة المنورة كان سكانها صنفين، اليهود والعرب، والعرب هم الأوس والخزرج، فأسلم الأوس والخزوج وأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يهاجر إليهم، فنصروا وعزروه ووقروه، فسموا بالأنصار. 119 قال الله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ……100120 نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع المواطن، ولم يكن لهم عسكر حتى صار بينهم فسماهم الأنصار، فصار ذلك ألزم لهم من النسب والاسم، وأقام النبي صلى الله عليه وسلم بينهم حتى توفي صلى الله عليه وسلم، وهي دار الأوس والخزرج، وهم أكثر الناس بها عددا وأعلاهم فيها يدا. 121 وقد آخى بينهم وبين المهاجرين من مكة، فصنع معهم الأنصار صنعا، وعاملوهم معاملة حسنة لم يسبق لها مثيل في التاريخ، وذلك بما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث فيهم روح الإخاء والديانة الإسلامية، والتعظيم والتكريم.

أشهر ملوك العرب العاربة

كان قحطان وبنوه يسكنون في مدن وبلاد كبيرة، ولهم فيها سيادة وولاية، وأول ما أقاموا السيادة والملك فيها هي اليمن، ثم ملكوا بلاد أخرى عبر العصور، وإلى جانب ذلك كانت الحيرة وغسان تحت سيطرة العرب العاربة أيضًا.

ملوك اليمن والحيرة

اتفق المؤرخون والنسابون على أن قحطان لم يكن أول ساكن اليمن فحسب، بل كان أول ملكها أيضا، ثم استمر الملك في أبنائه جيلًا بعد، وذلك بعد تبلبل الألسن وتفرق بني نوح عليه السلام، فأول من سكن اليمن وملك أرضها ولبس التاج قحطان بن عابر بن شالخ، ثم مات قحطان، وملك بعده ابنه يعرب بن قحطان، وهو أول من نطق بالعربية، ثم ملك بعده ابنه يشحب بن يعرب، ثم ملك بعده ابنه عبد شمس بن يشحب، ولما ملك أكثر الغزو في أقطار البلاد فسمي سبأ، وهو الذي بنى السد بأرض مأرب، وفجر إليه سبعين نهرا، وساق إليه السيول من أمد بعيد، وهو الذي بنى مدينة مأرب، وعرفت بمدينة سبأ. وقيل: إن مأرب لقب للملك الذي يلي اليمن. وقيل: إن مأرب هو قصر الملك، والمدينة سبأ. وخلف سبأ عدة أولاد، منهم حمير وعمرو وكهلان وأشعر وغيرهم. ولما مات سبأ ملك اليمن بعده ابنه حمير بن سبأ، ولما ملك أخرج ثمود من اليمن إلى الحجاز، ثم ملك بعده ابنه واثل بن حمير، ثم ملك بعده ابنه السكسك بن واثل، ثم ملك بعده يعفر بن السكسك، ثم وثب على ملك اليمن ذورياش وهو عامر بن باران بن عوف بن حمير، ثم نهض من بني واثل النعمان بن يعفر بن السكسك بن واثل بن حمير، واجتمع عليه الناس، وطرد عامر بن باران عن الملك، واستقل النعمان المذكور بملك يمن، ولقب نعمان بالمعافر. 122

وكان ابنه أسمح بن المعافر ولي بعد أبيه فلم تكن له نجدة. وكان يقاله له: لواء الرمل؛ لأنه لم يقم منه مقام ما، فتفرقت كلمة بني قحطان على ملوك لم ينته إلى عددهم. 123 ثم استجمع أمر حمير وبني قحطان على شداد بن عاد ملطاط بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان، قال وهب: لما ولي شداد بن عاد الملك جمع الجنود، وكان امرءا حازما، فسار يدوس الأرض، وبلغ أرمينية الكبرى، فقتل فيها كل ثائر بها، ثم عبر الفرات إلى المشرق، فبلغ أقصاها لا أحد يقف له إلا هلك، ثم مضى على ساحل سمرقند إلى أرض التبت، ثم عطف على أرمينية فأمعن، ثم جاز إلى الشام وبلغ إلى المغرب، فأكثر الآثار في المغرب حتى بلغ البحر المحيط، يبني المدن، ويتخذ المصانع، فأقام في المغرب مئتي عام، ثم قفل إلى المشرق، فأنف أن يدخل غمدان، ومضى إلى مأرب فبنى به القصر العتيق الذي يسميه بعض الرواة إرم بن العماد، فلم يدع باليمن درا ولا جوهرا ولا عقيقا ولا جزعا ولا بأرض بابل، وأرسل في الآفاق بجمع جواهر الدنيا من الذهب والفضة والحديد والقصدير والنحاس والرصاص، فبنى فيه، وزخرفه ورصعه بجميع تلك الجواهر، وجعل أرضه رخاما أبيض وأحمر وغير ذلك من الألوان، وجعل تحته أسرابا فاض إليها ماء السد، فكان قصرا لم يبن في الدنيا مثله، ثم مات شداد بن عاد بعد أن عمر مئة وخمسين سنة، فنقبت له مغارة في جبل شمام، ودفن بها وجعل فيها جميع أمواله. 124

ثم ملك بعده أخوه لقمان بن عاد، ثم ملك بعده أخوه ذو سدد بن عاد، ثم ملك بعده ابنه الحارث بن ذي سدد، ويقال له الحارث الرائش. وقيل: إن حارث الرائش هو ابن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر، وهو تبع الأول، ثم ملك بعده ابنه ذو القرنين، الصعب بن الرائش. سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن ذي القرنين الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز، فقال: هو من حمير وهو الصعب، فيكون ذو القرنين المذكور في الكتاب العزيز هو الصعب بن الرائش لا الإسكندر الرومي. ثم ملك بعده ابنه ذو المنار أبرهة بن ذي القرنين، ثم ملك بعده ابنه أفريقس بن أبرهة، ثم ملك بعده أخوه ذو الأذعار عمرو بن ذي المنار، ثم ملك بعده شرحبيل بن عمرو بن غالب بن المنتاب بن زيد بن يعفر بن السكسك بن واثل بن حمير؛ فإن حمير كرهت ذا الأذعار فخلعت طاعته، وقلدت الملك شرحبيل، وجرى بين شرحبيل وذي الأذعار قتال شديد، قتل فيه خلق كثير، واستقل شرحبيل بالملك، ثم ملك بعده ابنه الهدهاد بن شرحبيل، ثم ملكت بعده ابنته بلقيس بنت الهدهاد، وبقيت في ملك اليمن عشرين سنةً، وتزوجها سليمان بن داؤد عليهما السلام، ثم ملك بعدها عمها ناشر النعم بن شرحبيل. وقيل: إن ناشر النعم اسمه مالك بن عمرو بن يعفر بن عمرو، من ولد المنتاب بن زيد الحميري، ثم ملك بعده شمر يرعش بن ناشر النعم. وقيل: شمر بن أفريقس ابن أبرهة ذي المنار، ثم ملك بعده ابنه أبو مالك بن شمر، ثم ملك بعده عمران بن عامر الأزدي، وهو عمران بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ، وانتقل الملك حينئذ من ولد حمير بن سبأ إلى ولد أخيه كهلان بن سبأ، وكان عمران المذكور كاهنًا، ثم ملك بعده أخوه مزيقيا عمرو بن عامر الأزدي. وقيل له مزيقياء؛ لأنه كان ‌يلبس في كل يوم بدلة، فإذا أراد الدخول إلى مجلسه رمى بها فمزقت؛ لئلا يجد أحدا فيها ما ‌يلبسه بعده. 125 وكان أبو يلقب بماء المزن؛ لأنه كان إذا نزل بقومه جدب فتح بيوت أمواله وعالهم حتى يخصبوا، ويقوم لهم مقام المطر إذا فقد، وكانوا يقولون: كفانا عامر هو ماء المزن لنا. 126

والذي ملك بعد أبي مالك بن شمر قبل عمران الأزدي ابنه الأقرن بن أبي مالك، ثم ملك بعده ذو حبشان بن الأقرن، وهو الذي أوقع بطسم وجديس، ثم ملك بعده أخوه تبع بن الأقرن، ثم ملك بعده ابنه كليكرب بن تبع، ثم ملك بعده أبو كرب أسعد وهو تبع الأوسط، وقتل، ثم ملك بعده ابنه حسان بن تبع، وتتبع قتلة أبيه فقتلهم عن آخرهم، ثم قتله أخوه عمرو بن تبع، وملك بعده، وتواترت الأسقام بعمرو حتى كان لا يمضي إلى الخلاء إلا محمولا على نعش، فسمي ذا الأعواد لذلك، ثم ملك بعده مسروق بن أبرهة، وهو آخر من ملك اليمن من الحبشة، ثم عاد ملك اليمن إلى حمير، وملكها سيف بن ذي يزن الحميري، وهو الذي ملكه كسرى أنوشروان، وأرسل مع سيف أحد مقدمي الفرس، واسمه وهرز بجيش من العجم، فساروا إلى اليمن وطردوا الحبشة عنها، وقرروا سيف بن ذي يزن في ملك اليمن، ولما استقر سيف في ملك أجداده باليمن وطرد الحبشة عنها، وجلس في غمدان يشرب، وهو قصر كان لأجداده باليمن، فامتدحته العرب بالأشعار. 127

هذا هو سيف بن ذي يزن الذي ظهر قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، وأتته وفود العرب وشعراؤها يهنئونه ويمدحونه ويذكرون ما كان من حسن بلائه، وأتاه فيمن أتاه وفود قريش، فيهم عبد المطلب بن هاشم وأمية بن عبد شمس وعبد الله بن جدعان وخويلد بن أسد في أناس من وجوه قريش. 128 وقد قال له عبد المطلب ذات يوم: أيها الملك، كان لي ابن، وكنت به معجبا وعليه رفيقا، فزوجته كريمة من كرائم قومه آمنة بنت وهب، فجاءت بغلام سميته محمدا، فمات أبوه وأمه، وكفلته أنا وعمه. قال ابن ذي يزن: احتفظ بابنك واحذر عليه اليهود؛ فإنهم له أعداء، ولن يجعل الله لهم عليه سبيلا. 129 وأقام سيف بن ذي يزن ملكا من قبل كسرى، يكاتبه ويصدر في الأمور عن رأيه إلى أن قتل، وكان سبب قتله أنه كان اتخذ من أولئك الحبشة خدما، فخلوا به يوما، وهو في متصيد له، فزرقوه بحرابهم فقتلوه. 130 فأرسل كسرى عاملا على اليمن، واستمرت عمال كسرى على اليمن إلى أن كان آخرهم ‌باذان الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسلم ثم صارت اليمن للإسلام. 131 فأول ملك للعرب قام في اليمن، ثم امتد ملكهم إلى مناطق وأنحاء الجزيرة العربية في أزمنة مختلفة، فملكوا الحيرة، وملوكها القحطانيون، واستمروا على ذلك إلى مدة مديدة.

ملوك غسان وجرهم

حكم بلاد الشام في دولة البيزنطيين عرب عرفوا بآل غسان وبآل جفنة وبالغساسنة، وقد استمر ملكهم إلى الإسلام، فلما فتح المسلمون بلاد الشام زالت حكومتهم، وذهب سلطانهم، كما ذهب ملك آل لخم، منافسوهم في العراق، وقد نقلت كلمة غسان في زعم الأخباريين من اسم ماء يقال له غسان، ببلاد عك بزبيد وربيع، نزل عليه آل غسان. وأصلهم من الأزد، بعد خروجهم من اليمن قبيل حادث سيل العرم أو بعده، فلما أقاموا عليه وشربوا منه، أخذوا اسمهم منه، فسموا غسان، وعرف نسلهم بالغساسنة وبآل غسان. 132 ويسمى الغساسنة أيضا ‌بآل ‌جفنة أو بأولاد جفنة، وذلك لأن أول ملوكهم هو جفنة بن عمرو مزيقياء بن عامر. 133

أول من ملك من غسان جفنة بن عمرو بن ثعلبة بن عمرو بن مزيقياء، وكان ابتداء ملك غسان قبل الإسلام بما يزيد على أربعمائة سنة. وقيل أكثر من ذلك. ولما ملك جفنة وقتل ملوك سليح، دانت له قضاعة ومن بالشام من الروم، وبنى بالشام عدة مصانع ثم هلك، وملك بعده ابنه عمرو بن جفنة، وبنى بالشام عدة أديرة، منها دير حالي، ودير أيوب، ودير هند، ثم ملك بعده ابنه ثعلبة بن عمرو، وبنى صرح الغدير في أطراف حوران مما يلي البلقاء، ثم ملك بعده ابنه الحارث بن ثعلبة، ثم ملك ابنه جبلة بن الحارث، وبنى القناطر وأذرح والقسطل، ثم ملك بعده ابنه الحارث بن جبلة، وكان مسكنه بالبلقاء فبنى بها الحفير ومصنعه، ثم ملك بعده ابنه المنذر الأكبر بن الحارث بن جبلة بن الحارث بن ثعلبة ابن عمرو بن جفنة الأول، ثم هلك المنذر الأكبر وملك بعدها أخوه النعمان بن الحارث ثم ملك بعده أخوه جبلة بن الحارث، ثم ملك بعدهم أخوهم الأيهم بن الحارث، وبنى دير ضخم، ودير البنوة، ثم ملك أخوهم عمرو بن الحارث ثم ملك جفنة الأصغر بن المنذر الأكبر، وهو الذي أحرق الحيرة، وبذلك سموا ولده آل محرق، ثم ملك بعده أخوه النعمان الأصغر بن المنذر الأكبر، ثم ملك النعمان ابن عمرو بن المنذر، وبنى قصر السويدا، ولم يكن عمرو أبو النعمان ملكا. ثم ملك بعد النعمان ابنه جبلة بن النعمان، وهو الذي قاتل المنذر ابن ماء السماء، وكان جبلة ينزل بصفين، ثم ملك بعده النعمان بن الأيهم بن الحارث بن ثعلبة، ثم ملك أخوه الحارث بن الأيهم، ثم ملك بعده ابنه النعمان بن الحارث، وهو الذي أصلح صهاريج الرصافه، وكان قد خربها بعض ملوك الحيرة اللخميين، ثم ملك بعده ابنه المنذر بن النعمان، ثم ملك أخوه عمرو بن النعمان، ثم ملك أخوهما حجر بن النعمان، ثم ملك ابنه الحارث بن حجر، ثم ملك ابنه جبلة بن الحارث، ثم ملك ابنه الحارث بن جبلة، ثم ملك ابنه النعمان بن الحارث، وكنيته أبو كرب، ولقبه قطام، ثم ملك بعده الأيهم بن جبلة بن الحارث، وهو صاحب تدمر، وكان عامله يقال له القين بن خسر، وبنى له بالبرية قصرا عظيما ومصانع، وهو قصر برقع، ثم ملك بعده أخوه المنذر بن جبلة، ثم ملك بعده أخوهما شراحيل بن جبلة، ثم ملك أخوهم عمرو بن جبلة، ثم ملك بعده ابن أخيه جبلة بن الحارث بن جبلة، ثم ملك بعده جبلة بن الأيهم بن جبلة، وهو آخر ملوك غسان، وهو الذي أسلم في خلافة عمر رضي الله عنه، ثم عاد إلى الروم وتنصر. 134 فمملكة الغساسنة كان أقامها العرب العاربة، وقد استمر ملكهم إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم بل إلى عهد الخلفاء الراشدين حتى انضمت في الخلافة الإسلامية كجزء لها، فالعرب العاربة هي نهاية العرب البائدة وبداية العرب المستعربة.


  • 1  أبو الفداء إسماعيل بن علي الأيوبي، المختصر في أخبار البشر، ج-1، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1997م، ص: 155
  • 2  أبو العباس أحمد بن علي القلقشندي، قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان، مطبوعة: دار الكتاب المصري، مصر، 1982م، ص: 12-13
  • 3  أبو المظفر یوسف بن قزأوغلي الشهیر بسبط ابن الجوزي، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، ج-1، مطبوعة: دار الرسالة العالمية، دمشق، السوریة، 2013م، ص: 33
  • 4  محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، مطبوعة: دار الندوة الجديدة، بيروت، لبنان، ص: 44
  • 5  الشيخ صفي الرحمن المبارکفوري، الرحیق المختوم، مطبوعة: دار ابن حزم، بيروت، لبنان، 2010م، ص: 22
  • 6  الدكتور جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج-2، مطبوعة: دار الساقي، بيروت، لبنان،2001م، ص: 159
  • 7  الدكتور علي الجندي، في تاريخ الأدب الجاهلي، مطبوعة: مكتبة دار التراث، بیروت، لبنان، 1991م، ص: 30
  • 8  الدكتور حسن إبراهيم حسن، تاريخ الإسلام، ج-1، مطبوعة: دار الجيل، بيروت، لبنان، 1996م، ص: 13
  • 9  الدكتور منير محمد الغضبان، فقه السيرة النبوية، مطبوعة: جامعة أم القرى، مكة المكرمة، المملكة العربية السعودية، 1992م، ص: 54
  • 10  أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج-1، مطبوعة: دار المعارف، القاهرة، مصر، 1967م، ص: 205
  • 11  أبو الحسن علي بن محمد الشهير بعز الدين ابن الأثير الجزري، الكامل في التاريخ، ج-1، مطبوعة: دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، 1997م، ص: 75
  • 12  الكتاب المقدس، سفر التكوين، الأصحاح: 10، الآية: 25
  • 13  أبو زيد عبد الرحمن بن محمد الإشبیلي المعروف بابن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، ج-2، مطبوعة: دار الفكر، بيروت، لبنان، 1981م، ص: 11
  • 14  الكتاب المقدس، سفر التكوين، الأصحاح: 10، الآية: 26-31
  • 15  الكتاب المقدس، سفر أيام الأخبار، الأصحاح: 1، الآية: 20
  • 16  Targum Psalms (Onine): http://www.targum.info/pj/pjgen6-11.htm: Retrieved: 02-11-2024.
  • 17  الدكتور جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج-2، مطبوعة: دار الساقي، بيروت، لبنان، 2001م، ص: 76
  • 18  الكتاب المقدس، سفر التكوين، الأصحاح: 10، الآية: 26
  • 19  مجموعة من المؤلفين، قاموس الكتاب المقدس، مطبوعة: دار الثقافة، القاهرة، مصر، 1995م، ص: 502
  • 20  أبو الفيض محمد بن محمد مرتضى الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس، ج-23، مطبوعة: دار الهداية للطباعة والنشر والتوزيع، الكويت، 1986م، ص: 457
  • 21  أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي، معجم البلدان، ج-3، مطبوعة: دار صادر، بيروت، لبنان، 1995م، ص: 238
  • 22  الدكتور جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج-2، مطبوعة: دار الساقي، بيروت، لبنان، 2001م، ص: 76-77
  • 23  الكتاب المقدس، سفر التكوين، الأصحاح: 10، الآية: 26
  • 24  محمد بن أحمد باشميل، من معارك الإسلام الفاصلة، ج-10، مطبوعة: المكتبة السلفية، القاهرة، مصر، 1988م، ص: 220
  • 25  أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بيروت، لبنان، 1995م، ص: 270
  • 26  أبو زيد عبد الرحمن بن محمد الإشبیلي المعروف بابن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، ج-2، مطبوعة: دار الفكر، بيروت، لبنان، 1981م، ص: 32
  • 27  الكتاب المقدس، سفر التكوين، الأصحاح: 10، الآية: 26
  • 28  مجموعة من المؤلفين، قاموس الكتاب المقدس، مطبوعة: دار الثقافة، القاهرة، مصر، 1995م، ص: 1044
  • 29  الدكتور جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج-2، مطبوعة: دار الساقي، بيروت، لبنان، 2001م، ص: 77
  • 30  أبو محمد الحسن بن أحمد ابن حائك الهمداني، صفة جزيرة العرب، مطبوعة:مكتبة الإرشاد، صنعاء، اليمن، 1990م، ص: 200
  • 31  الدكتور جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج-2، مطبوعة: دار الساقي، بيروت، لبنان، 2001م، ص: 78
  • 32  الكتاب المقدس، سفر التكوين، الأصحاح: 10، الآية: 27
  • 33  الكتاب المقدس، سفر أخبار الأيام الأول، الأصحاح: 1، الآية: 21
  • 34  مجموعة من المؤلفين، قاموس الكتاب المقدس، مطبوعة: دار الثقافة، القاهرة، مصر، 1995م، ص: 998
  • 35  أبو عبد الله محمد بن سعد البصري، الطبقات الكبرى، ج-1، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1990م، ص: 37
  • 36  أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج-1، مطبوعة: دار المعارف، القاهرة، مصر، 1967م، ص: 207
  • 37  الدكتور جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج-2، مطبوعة: دار الساقي، بيروت، لبنان، 2001م، ص: 78-79
  • 38  أيضًا، ج-2، ص: 78
  • 39  الكتاب المقدس، سفر التكوين، الأصحاح: 10، الآية: 27
  • 40  Hitchcock’s Bible Names Dictionary (Online): https://www.biblestudytools.com/diction aries/hitchcocks-bible-names/uzal.html: Retrieved: 28-10-2024.
  • 41  International Standard Bible Encyclopedia (Online): https://www.internationalstandard bible.com/U/uzal.html: Retrieved: 28-10-2024.
  • 42  الدكتور جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج-2، مطبوعة: دار الساقي، بيروت، لبنان، 2001م، ص: 79
  • 43  أبو الفيض محمد بن محمد مرتضى الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس، ج-21، مطبوعة: دار الهداية للطباعة والنشر والتوزيع، الكويت، 1984م، ص: 370
  • 44  الدكتور جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج-2، مطبوعة: دار الساقي، بيروت، لبنان،2001م، ص: 79
  • 45  أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، ج-3، مطبوعة: عالم الكتب، بيروت، لبنان، 1403م، ص: 843
  • 46  الدكتور جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج-2، مطبوعة: دار الساقي، بيروت، لبنان، 2001م، ص: 79
  • 47  الكتاب المقدس، سفر التكوين، الأصحاح: 10، الآية: 27
  • 48  مجموعة من المؤلفين، قاموس الكتاب المقدس، مطبوعة: دار الثقافة، القاهرة، مصر، 1995م، ص: 374
  • 49  الدكتور جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج-2، مطبوعة: دار الساقي، بيروت، لبنان، 2001م، ص: 79
  • 50  أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي، معجم البلدان، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بيروت، لبنان، 1995م، ص: 459
  • 51  الدكتور جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج-2، مطبوعة: دار الساقي، بيروت، لبنان، 2001م، ص: 80
  • 52  الكتاب المقدس، سفر التكوين، الأصحاح: 10، الآية: 28-29
  • 53  الدكتور جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج-2، مطبوعة: دار الساقي، بيروت، لبنان، 2001م، ص: 80
  • 54  الكتاب المقدس، سفر التكوين، الأصحاح: 10، الآية: 28
  • 55  الدكتور جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج-2، مطبوعة: دار الساقي، بيروت، لبنان، 2001م، ص: 80-81
  • 56  الكتاب المقدس، سفر التكوين، الأصحاح: 10، الآية: 29
  • 57  الدكتور جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج-2، مطبوعة: دار الساقي، بيروت، لبنان، 2001م، ص: 81
  • 58  الكتاب المقدس، سفر التكوين، الأصحاح: 10، الآية: 29
  • 59  الدكتور جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج-2، مطبوعة: دار الساقي، بيروت، لبنان، 2001م، ص: 81-82
  • 60  الكتاب المقدس، سفر التكوين، الأصحاح: 2، الآية: 14-15
  • 61  الكتاب المقدس، سفر التكوين، الأصحاح: 2، الآية: 10-14
  • 62  الكتاب المقدس، سفر التكوين، الأصحاح: 10، الآية: 29
  • 63  الدكتور جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج-2، مطبوعة: دار الساقي، بيروت، لبنان، 2001م، ص: 82
  • 64  أبو الفداء إسماعيل بن علي الأيوبي، المختصر في أخبار البشر، ج-1، مطبوعة: المطبعة الحسينية المصرية، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص: 73-74
  • 65  أحمد بن أحمد شهاب الدين المصري، ذیل لب اللباب في تحریر الأنساب، مطبوعة: مرکز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامیة، صنعاء، الیمن، 2011م، ص: 150
  • 66  أبو العباس أحمد بن علي القلقشندي، نهایة الأرب في معرفة أنساب العرب، مطبوعة: دار الکتاب اللبنانین، بیروت، لبنان، 1980م، ص: 211
  • 67  الدکتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-2، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 12
  • 68  أبو عبد الله محمد ابن سعد البصري، الطبقات الكبرى، ج-1، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1990م، ص: 37
  • 69  أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري، السیرة النبویة، ج-1، مطبوعة: شرکة مکتبة ومطبعة مصطفی البابي الحلبي، القاهرة، مصر، 1955م، ص: 5
  • 70  أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري، التیجان في ملوك حمیر، مطبوعة: مرکز الدراسات والأبحاث الیمنیة، صنعاء، الیمن، 1347ه، ص: 412
  • 71  عمر بن رضا الدمشقي، معجم قبائل العرب القدیمة والحدیثة، ج-1، مطبوعة: مؤسسة الرسالة، بیروت، لبنان، 1994م، ص: 183
  • 72  أبو القاسم عبد الرحمن بن عبداﷲ السهیلي، الروض الأنف في شرح السیرة النبویة لابن هشام، ج-2، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 2000م، ص: 8
  • 73  أبو الحسن علي بن الحسین المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج-1، مطبوعة: المکتبة العصریة، بیروت، لبنان، 2005م، ص: 49
  • 74  أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري، التیجان في ملوك حمیر، مطبوعة: مرکز الدراسات والأبحاث الیمنیة، صنعاء، الیمن، 1347ه، ص: 412
  • 75  أحمد بن إسحاق ابن واضح الإخباري، تاریخ الیعقوبي، ج-1، مطبوعة: المکتبة الحیدریة، النجف، العراق، 1964م، ص: 194
  • 76  أبو عبد اﷲ محمد بن إسماعیل البخاري، صحیح البخاري، حدیث: 3364، مطبوعة: دار السلام، الریاض، السعودیة، 1999م، ص: 562
  • 77  أبو الولید محمد بن عبد اﷲ الأزرقي، أخبار مکة وما جاء فیها من الآثار، ج-1، مطبوعة: دار الأندلس، بيروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 90-92
  • 78  أبو الفداء إسماعیل بن عمر ابن کثیر الدمشقي، البدایة والنهایة، ج-3، مطبوعة: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، الجيزة، مصر، 1997م، ص: 181
  • 79  الدكتور جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج-11، مطبوعة: دار الساقي، بيروت، لبنان، 2001م، ص: 267
  • 80  أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري، التیجان في ملوك حمیر، مطبوعة: مرکز الدراسات والأبحاث الیمنیة، صنعاء، الیمن، 1347ه، ص: 88
  • 81  أبو العباس أحمد بن علي المقریزي، المواعظ والاعتبار بذکر الخطط والآثار، ج-1، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1418ه، ص: 39
  • 82  أبو العباس أحمد بن علي القلقشندي، نهایة الأرب في معرفة أنساب العرب، ج-1، مطبوعة: دار الکتاب اللبنانین، بیروت، لبنان، 1980م، ص: 279
  • 83  عمر بن رضا الدمشقي، معجم قبائل العرب القدیمة والحدیثة، ج-2، مطبوعة: مؤسسة الرسالة، بیروت، لبنان، 1994م، ص: 689
  • 84  أبو الحسن علي بن محمد الشهير بعز الدين ابن الأثیر الجزري، اللباب في تهذیب الأنساب، ج-2، مطبوعة: دار صادر، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 271
  • 85  عمر بن رضا الدمشقي، معجم قبائل العرب القدیمة والحدیثة، ج-2، مطبوعة: مؤسسة الرسالة، بیروت، لبنان، 1994م، ص: 689
  • 86  أیضًا، ج-2، ص: 689
  • 87  الشيخ صفي الرحمن المبارکفوري، الرحیق المختوم، مطبوعة: دار ابن حزم، بيروت، لبنان، 2010م، ص: 24
  • 88  أبو محمد عبداﷲ بن مسلم ابن قتیبة الدینوري، المعارف، مطبوعة: الهیئة المصریة العامة للکتاب، القاهرة، مصر، 1992م، ص: 101-102
  • 89  عمر بن رضا الدمشقي، معجم قبائل العرب القدیمة والحدیثة، ج-3، مطبوعة: مؤسسة الرسالة، بیروت، لبنان، 1994م، ص: 998
  • 90  أيضًا، ج-3، ص: 1000
  • 91  الشيخ صفي الرحمن المبارکفوري، الرحیق المختوم، مطبوعة: دار ابن حزم، بيروت، لبنان، 2010م، ص: 22
  • 92  عمر بن رضا الدمشقي، معجم قبائل العرب القدیمة والحدیثة، ج-1، مطبوعة: مؤسسة الرسالة، بیروت، لبنان، 1994م، ص: 15-16
  • 93  أيضًا، ج-1، ص: 15
  • 94  عبد المالک مجاہد، سیرت انسائیکلو پیڈیا، ج-1، مطبوعہ: دار السلام، لاہور، پاکستان، 1433ھ، ص: 259
  • 95  عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي، مراصد الاطلاع علی أسماء الأمکنة والبقاع، ج-1، مطبوعة: دار الجیل، بیروت، لبنان، 1412ه، ص: 255
  • 96  عاتق بن غیث البلادي، معجم المعالم الجغرافیة في السیرة النبویة، مطبوعة: دار مکة للنشر والتوزیع، مکة المکرمة، السعودیة، 1982م، ص: 154
  • 97  عبد المالک مجاہد، سیرت انسائیکلو پیڈیا، ج-1، مطبوعہ: دار السلام، لاہور، پاکستان، 1433ھ، ص: 248
  • 98  عمر بن رضا الدمشقي، معجم قبائل العرب القدیمة والحدیثة، ج-3، مطبوعة: مؤسسة الرسالة، بیروت، لبنان، 1994م، ص: 1024
  • 99  أيضًا، ج-1، ص: 50
  • 100  أيضًا، ج-1، ص: 342
  • 101  أبو محمد عبداﷲ بن مسلم ابن قتیبة الدینوري، المعارف، مطبوعة: الهیئة المصریة العامة للکتاب، القاهرة، مصر، 1992م، ص: 109
  • 102  أبو القاسم عبد الرحمن بن عبداﷲ السهیلي، الروض الأنف في شرح السیرة النبویة لابن هشام، ج-1، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، 2000م، ص: 54
  • 103  أبو الفرج علي بن إبراهیم الحلبي، إنسان العیون في سیرة الأمین المأمون المعروف بالسيرة الحلبية، ج-2، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1427ه، ص: 8
  • 104  أبو محمد عبدالملك بن هشام المعافري، السیرة النبویة، ج-1، مطبوعة: شرکة مکتبة ومطبعة مصطفی البابي، القاهرة، مصر، 1955م، ص: 9
  • 105  أبو محمد عبداﷲ بن مسلم ابن قتیبة الدینوري، المعارف، مطبوعة: الهیئة المصریة العامة للکتاب، القاهرة، مصر، 1992م، ص: 109
  • 106  أبو محمد عبداﷲ بن مسلم ابن قتیبة الدینوري، المعارف، مطبوعة: الهیئة المصریة العامة للکتاب، القاهرة، مصر، 1992م، ص: 109-111
  • 107  أبو المعالي محمود بن عبد الله شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 189
  • 108  أبو الحسن علي بن عبد اﷲ السمهودي، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفی ﷺ، ج-1، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1419ه، ص: 142
  • 109  أبو المعالي محمود بن عبد الله شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 189
  • 110  أبو عبد اﷲ محمد بن محمود ابن النجار، الدرة الثمینة في أخبار المدینة، مطبوعة: شرکة دار الأرقم بن أبي الأرقم، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 30
  • 111  أبو المعالي محمود بن عبد الله شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 189
  • 112  توفيق برو، تاريخ العرب القديم، مطبوعة: دار الفكر، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 190
  • 113  أبو الفرج علي بن إبراهیم الحلبي، إنسان العیون في سیرة الأمین المأمون المعروف بالسيرة الحلبية، ج-2، مطبوعة: دار الکتب العلمیة، بیروت، لبنان، 1427ه، ص: 8
  • 114  الدکتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-11، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 248
  • 115  أبو المعالي محمود بن عبد الله شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-2، مطبوع: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 202
  • 116  أبو محمد محمود بن أحمد بدر الدین العیني، عمدة القاري، ج-19، مطبوعة: دار إحیاء التراث العربي، بیروت، لبنان، د. ت. ط، ص: 203
  • 117  أبو حفص عمر بن علي ابن الملقن الشافعي، التوضیح لشرح الجامع الصحیح، ج-11، مطبوعة: دار النوادر، دمشق، السوریة، 2008م، ص: 492
  • 118  الدکتور جواد علي، المفصل في تاریخ العرب قبل الإسلام، ج-11، مطبوعة: دار الساقي، بیروت، لبنان، 2001م، ص: 246
  • 119  أبو محمد عبداﷲ بن مسلم ابن قتیبة الدینوري، المعارف، مطبوعة: الهیئة المصریة العامة للکتاب، القاهرة، مصر، 1992م، ص: 109
  • 120  القرآن، سورة التوبة 9: 100
  • 121  أبو المعالي محمود بن عبد الله شکري الآلوسي، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، ج-1، مطبوعة: مكتبة ابن تيمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2012م، ص: 191
  • 122  أبو الفداء إسماعيل بن علي الأيوبي، المختصر في أخبار البشر، ج-1، مطبوعة: المطبعة الحسينية المصرية، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص: 66
  • 123  أبو الحسن علي بن موسى ابن سعید الأندلسي، نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب، مطبوعة: مكتبة الأقصى، عمان، الأردن، 1982م، ص: 103
  • 124  أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري، التيجان في ملوك حمير، مطبوعة: مركز الدراسات والأبحاث اليمنية، صنعاء، اليمن، 1347هـ، ص: 74
  • 125  أبو الفداء إسماعيل بن علي الأيوبي، المختصر في أخبار البشر، ج-1، مطبوعة: المطبعة الحسينية المصرية، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص: 67
  • 126  أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري، التيجان في ملوك حمير، مطبوعة: مركز الدراسات والأبحاث اليمنية، صنعاء، اليمن، 1347هـ، ص: 273
  • 127  أبو الفداء إسماعيل بن علي الأيوبي، المختصر في أخبار البشر، ج-1، مطبوعة: المطبعة الحسينية المصرية، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص: 68
  • 128  أبو الفداء إسماعیل بن عمر ابن کثیر الدمشقي، السیرة النبویة، مطبوعة: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزیع، بیروت، لبنان، 1976م، ص: 334
  • 129  أيضًا، ص: 335-336
  • 130  أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري، المعارف، مطبوعة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، مصر، 1992م، ص: 638
  • 131  أبو الفداء إسماعيل بن علي الأيوبي، المختصر في أخبار البشر، ج-1، مطبوعة: المطبعة الحسينية المصرية، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص: 69
  • 132  الدكتور جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج-6، مطبوعة: دار الساقي، بيروت، لبنان، 2001م، ص: 77
  • 133  الدكتور محمد إبراهيم الفيومي، تاريخ الفكر الديني الجاهلي، مطبوعة: دار الفكر العربي، القاهرة، مصر، 1994م، ص: 121
  • 134  أبو الفداء إسماعيل بن علي الأيوبي، المختصر في أخبار البشر، ج-1، مطبوعة: المطبعة الحسينية المصرية، القاهرة، مصر، د. ت. ط، ص: 72-73
Powered by Netsol Online