Encyclopedia of Muhammad

غزوة سفوان

Published on: 31-Jul-2025

Languages

اردو

رجع النبي صلى اللّٰه عليه وسلم من غزوة العشيرة، فلم يقم صلى اللّٰه عليه وسلم بالمدينة ‌إلا ‌ليالي ‌قلائل لا تبلغ العشر، حتى أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة، فخرج رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم في طلبه، واستعمل على المدينة زيد بن حارثة. 1 وتسمى هذه الغزوة بغزوة بدر الأولى أيضا، وهي دورية قتالية، قادها الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم بنفسه، وذلك في جمادى الآخرة من السنة الثانية للهجرة، طارد بها قوات خفيفة للمشركين أغارت على مراعي المدينة ونهبت بعض المواشي. 2

أسبابها وأحداثها

كان بالمدينة جبل، يسمى شفر، في أصل حمى أم خالد، يهبط إلى بطن العقيق، وكان يرعى به سرح المدينة. 3 فأغار عليهم كرز بن جابر الفهري. 4 ونهب بعض إبلهم ومواشيهم، التي تسرح للرعي بالغداة. 5 ولما أخبر النبي صلى اللّٰه عليه وسلم فخرج على إثرهم في سبعين رجلا من أصحابه لمطاردته. 6 حتى بلغ سَفوانَ، موضعا من ناحية بدر، وكان علي بن أبي طالب رضي اللّٰه عنه حامل لواء الحرب. 7 وفي الحقيقة، إنها أول خطوة خطاها من أهل مكة كرز بن جابر ضد أهل المدينة، وكانت مهاجمة عدائية على دولة إسلامية يجب الرد عليها بكل قوة وشدة، ولذلك خرج النبي صلى اللّٰه عليه وسلم بنفسه إلى ناحية، وبعث سعدا بن أبى وقاص رضي اللّٰه عنه فى ثمانية رهط من المهاجرين، إلى ناحية أخرى، فبلغ الخرار، ورجع إلى المدينة، ولم يلق حربا. 8 والنبي صلى اللّٰه عليه وسلم أيضا بلغ سفوان، لكن فاته كرز بن جابر، فلم يدركه، ثم رجع رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم إلى المدينة، فأقام بها بقية جمادي الآخرة ورجبا وشعبان. 9

إن هذه الإستراتيجية الحربية التي اتخدها النبي صلى اللّٰه عليه وسلم أوضحت على أهل مكة أن القيادة الإسلامية لديها قدرة تام وقوة كاملة للرد على أية خطوة حربية همجية، وأن المسلمين لن يتنازلوا عن حريتهم السياسية ولو تفرض عليهم الحرب.


  • 1  أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري، السيرة النبوية لابن هشام، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 2009م، ص: 412
  • 2  محمد بن أحمد باشميل، من معارك الإسلام الفاصلة، ج-1، مطبوعة: المكتبة السلفية، القاهرة، مصر، 1988م، ص: 114
  • 3  أبو عبد اللّٰه ياقوت بن عبد اللّٰه الحموي، معجم البلدان، ج-3، مطبوعة: دار صادر، بيروت، لبنان، 1995م، ص: 353
  • 4  أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، ج-3، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 2008م، ص: 13
  • 5  محمد بن أحمد باشميل، من معارك الإسلام الفاصلة، ج-1، مطبوعة: المكتبة السلفية، القاهرة، مصر، 1988م، ص: 114-115
  • 6  الشيخ صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، مطبوعة: دار ابن حزم، بيروت، لبنان، 2010م، ص: 219
  • 7  أبو عبد اللّٰه محمد بن عبد الباقي الزرقاني، شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، ج-2، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 2012م، ص: 237
  • 8  أبو محمد علي بن أحمد ابن حزم الأندلسي، جوامع السیرة، مطبوعة: دار الکتب العلمية، بیروت، لبنان، 2003م، ص: 61
  • 9  أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اللّٰه السهيلي، الروض الأنف، ج-3، مطبوعة: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 2009م، ص: 41

Powered by Netsol Online